خطة ترامب لغزة.. بين الوعود الأمريكية والشروط العربية
في خضم استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة، والتي أودت بحياة عشرات الآلاف وأدت إلى دمار هائل في البنية التحتية، طرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطة سلام جديدة تتكون من 21 نقطة، تهدف إلى إنهاء الصراع ووضع إطار لمرحلة ما بعد الحرب. جاء ذلك خلال اجتماع عقد على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، ضم قادة من الدول العربية والإسلامية، بينهم السعودية، مصر، قطر، الإمارات، الأردن، تركيا، باكستان، وإندونيسيا.
ما هي أبرز بنود خطة ترامب؟
بحسب ما نقلته وسائل إعلام أمريكية وعربية، أبرز ما تضمنته الخطة الأمريكية:
- الإفراج عن جميع الرهائن المحتجزين لدى حماس.
- وقف إطلاق نار دائم في قطاع غزة.
- انسحاب إسرائيلي تدريجي من كامل القطاع.
- إنشاء حكومة جديدة في غزة لا تشارك فيها حماس، مع دور محدود للسلطة الفلسطينية.
- نشر قوة أمنية تضم جنودًا عربًا ومسلمين إلى جانب عناصر فلسطينيين.
- تمويل عربي وإسلامي لإعادة الإعمار وإدارة القطاع.
- منع إسرائيل من ضم أجزاء من الضفة الغربية، وهو ما تعهد به ترامب شخصياً أمام الزعماء العرب، بحسب موقع بوليتيكو.
وقد وصف المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف الخطة بأنها "معالجة شاملة لمخاوف إسرائيل وجيرانها"، معرباً عن تفاؤله بإمكانية الإعلان عن "اختراق" في الأيام المقبلة.
ردود الفعل العربية: تفاؤل حذر وشروط واضحة
فيما أبدى القادة العرب والمسلمون ترحيباً مبدئياً بالمبادرة، أكدوا أن دعمهم مشروط بعدة بنود أساسية، من أبرزها:
- عدم ضم إسرائيل لأي جزء من غزة أو الضفة الغربية.
- عدم بناء مستوطنات جديدة.
- وقف التعديات على الوضع القائم في المسجد الأقصى.
- زيادة المساعدات الإنسانية العاجلة لغزة.
وقد جاء في بيان مشترك صدر عن الدول المشاركة أن "إنهاء الحرب في غزة هو الخطوة الأولى نحو سلام عادل ودائم"، مع التأكيد على "أهمية قيادة ترامب" في هذا السياق.
هل الخطة قابلة للتطبيق؟
رغم الإشادة الإعلامية والدبلوماسية بالمبادرة، تبقى التحديات كبيرة. فمن ناحية، لم تُكشف التفاصيل الكاملة للخطة، ولا آلية تنفيذها، خاصة فيما يتعلق بمستقبل حكم غزة ودور إسرائيل فيه. كما أن تصريحات ترامب السابقة، والتي أشار فيها إلى رغبته في "إعادة تطوير غزة" و"نقل سكانها إلى مناطق أخرى"، أثارت جدلًا واسعًا، واعتُبرت من قبل بعض المحللين بمثابة تهجير قسري مموّه بمشاريع إعمار.
كما أن قبول إسرائيل بالخطة ليس مضمونًا، خاصة مع تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرافضة لإقامة دولة فلسطينية، والمتمسكة بالسيطرة الأمنية على غزة.
بين السياسة والواقع: هل من مخرج قريب؟
تأتي خطة ترامب في وقت تتصاعد فيه الضغوط الدولية لإنهاء الحرب، وسط تقديرات أممية بأن عدد سكان غزة ومحيطها يتجاوز المليون نسمة، وأن أكثر من 550 ألف فلسطيني نزحوا خلال الأسابيع الأخيرة فقط، وفقًا للجيش الإسرائيلي.
ورغم أن الخطة تبدو طموحة، فإن نجاحها مرهون بمدى جدية الإدارة الأمريكية في الضغط على الطرفين، وخصوصاً إسرائيل، التي تتلقى دعماً عسكرياً وسياسياً كبيرًا من واشنطن. كما أن مشاركة الدول العربية والإسلامية في إدارة غزة قد تكون مفتاحًا لحل طويل الأمد، لكنها تتطلب توافقاً فلسطينياً داخلياً أولاً، وهو ما يبدو بعيد المنال حاليًا.
مصادر الخبر:
- المصري اليوم – تفاصيل خطة ترامب من 21 نقطة
- CNN – Trump administration presents 21-point Gaza peace plan
- الجزيرة نت – خطة ترامب لغزة بين مناورات نتنياهو والشكوك في التنفيذ
الوسوم
خطة ترامب | غزة | وقف إطلاق النار | إعادة الإعمار | السلطة الفلسطينية

تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار