طنين الأذن: كيف تفرّق بين الحالات الطبيعية والمقلقة؟

--

طنين الأذن: كيف تفرّق بين الحالات الطبيعية والمقلقة؟

يعاني الكثيرون من صوت طنين أو رنين في الأذنين دون وجود مصدر خارجي لهذا الصوت، وهي الحالة التي يعرف بها طبياً بـ"طنين الأذن" (Tinnitus). ورغم أن الطنين قد يكون مؤقتاً وغير خطير، إلا أنه في بعض الحالات قد يكون مؤشراً على مشكلة صحية تستدعي التدخل الطبي. فمتى يكون طنين الأذن طبيعياً؟ ومتى يجب أن نقلق؟

ما هو طنين الأذن؟

طنين الأذن هو إدراك صوت داخلي لا يوجد له مصدر خارجي، وقد يكون على شكل رنين، صفير، خشخشة، أو حتى نبض يشبه دقات القلب. يُصنف الطنين إلى نوعين:

  • طنين ذاتي (Subjective Tinnitus): الأكثر شيوعاً، ولا يسمعه سوى المصاب.
  • طنين موضوعي (Objective Tinnitus): نادر، ويمكن للطبيب أحياناً سماعه أثناء الفحص، وغالباً ما يكون ناتجاً عن اضطرابات وعائية أو عضلية.

متى يكون طنين الأذن طبيعياً؟

بحسب الدكتور ألكسندر مياسنيكوف، فإن الطنين يُعتبر طبيعياً نسبياً في الحالات التالية:

  • إذا كان ثنائي الجانب (في الأذنين معاً).
  • غير نابض (أي لا يتزامن مع نبضات القلب).
  • مستمر ومنتظم، ويظهر خصوصاً في البيئات الهادئة أو أثناء الليل.
  • يصاحب تقدم العمر، حيث يعاني منه نحو 40% من كبار السن، و20% من البالغين.

في هذه الحالات، غالباً ما يكون الطنين عرضاً ثانوياً لا يشير إلى مرض خطير، ويصعب علاجه بشكل مباشر، لكن يمكن التعايش معه من خلال تعديل نمط الحياة أو استخدام تقنيات تشتيت الانتباه.

متى يستدعي طنين الأذن القلق والمراجعة الطبية؟

توجد علامات تحذيرية يجب ألا تُهمل، ومن أبرزها:

  • الطنين في أذن واحدة فقط، خاصة إذا كان مفاجئاً.
  • صوت الطنين منخفض ونابض، أي يتزامن مع نبضات القلب.
  • يترافق مع أعراض عصبية مثل الدوار، فقدان التوازن، صعوبة في الكلام أو البلع، أو ضعف في السمع.
  • يُسمعه الطبيب أيضاً أثناء الفحص، مما قد يشير إلى مشكلة وعائية أو ورم حميد في العصب السمعي.

في هذه الحالات، يُنصح بإجراء فحوصات طبية دقيقة، مثل:

  • اختبار السمع (Audiometry).
  • تصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) للتأكد من عدم وجود أورام في العصب السمعي.
  • تصوير الأوعية الدموية (MRA أو CTA) إذا كان الطنين نابضاً.

أسباب شائعة لطنين الأذن

  • فقدان السمع المرتبط بالعمر.
  • التعرض لضوضاء عالية لفترات طويلة (مثل سماعات الرأس بصوت مرتفع).
  • تراكم الشمع في الأذن.
  • التهابات الأذن الوسطى أو الداخلية.
  • بعض الأدوية مثل الأسبرين، مضادات الاكتئاب، أو مدرات البول.
  • مشاكل في المفصل الفكي الصدغي.
  • الإجهاد والقلق.

كيفية التعايش مع الطنين؟

  • استخدام أجهزة تصويت بيضاء (White Noise) أثناء النوم.
  • تجنب الكافيين والتدخين.
  • ممارسة تمارين الاسترخاء مثل التأمل أو التنفس العميق.
  • استشارة طبيب مختص لاستبعاد الأسباب الخطيرة.

خلاصة

طنين الأذن ليس دائماً مؤشراً على مرض خطير، لكنه قد يكون مزعجاً ويؤثر على جودة الحياة. إذا كان الطنين مستمراً، أحادي الجانب، نابضاً، أو يترافق بأعراض عصبية، فلا يجب التأخر في مراجعة الطبيب. أما إذا كان ثنائياً، غير نابض، ويظهر في سياق التقدم في العمر، فغالباً ما يكون طبيعياً ويمكن التعايش معه.

مصادر موثوقة:

الوسوم

طنين الأذن | فقدان السمع | علاج الطنين | أسباب الطنين | طنين نابض

النشرة البريدية

تعليقات

الموضوعات الأكثر قراءة في" علىّْ الدين الإخباري"

من الذهب إلى النفط.. 10 دول أفريقية تجهز القارة لقيادة الاقتصاد العالمي في 2025

تريليون دولار فائض تجاري.. الصين تعيد توجيه بوصلة الصادرات وتتحدى الضغوط الأميركية

الكونجرس الأمريكي يتحرك لكبح جماح ترامب.. هل تتحول فنزويلا إلى ساحة حرب جديدة؟