الإعلام العبري يحرض مصر: هل تعبر المسيرات الحوثية أجواءها أم أنها أداة ضغط سياسية؟
في تطور لافت، أطلق الإعلام العبري، وعلى رأسه صحيفة "يسرائيل هايوم" المقربة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حملة تحريض ممنهجة ضد مصر، متهمةً إياها بالتقصير في حماية مجالها الجوي، بسبب مرور طائرات مسيرة يمنية (حوثية) فوق أجوائها دون اعتراضها، قبل أن تُعترض من الدفاع الجوي الإسرائيلي جنوب البلاد.
ما حدث بالضبط؟
وفقًا لتقرير نشرته يسرائيل هايوم، فإن ثلاث طائرات مسيرة أُطلقت من اليمن يوم الأحد الماضي، عبرت الأجواء المصرية عبر شبه جزيرة سيناء، ووصلت إلى جنوب إسرائيل، حيث تم اعتراضها فوق منطقة نيتسانا. وقد أثار هذا المشهد تساؤلات إسرائيلية حادة عن سبب عدم تدخل الدفاع الجوي المصري لاعتراض هذه الطائرات أثناء مرورها، رغم أنها تشكل تهديدًا أمنيًا مباشرًا ليس فقط لإسرائيل، بل يُحتمل أن يطال منشآت مصرية أيضًا.
"المسيرات الحوثية تعبر سماءكم... فلماذا تسكتون؟!" – بهذه العبارة افتتحت يسرائيل هايوم تقريرها، في محاولة واضحة لإثارة الرأي العام الإسرائيلي والدولي ضد مصر.
هل هذا تهديد جدي أم تضخيم إعلامي؟
اللافت أن التقرير الإسرائيلي أقر بأن الجيش الإسرائيلي نجح في اعتراض الطائرات قبل وصولها إلى أهدافها، ما يعني أن المنظومة الدفاعية الإسرائيلية كانت مستعدة وقادرة على التعامل مع التهديد. لكن السؤال الذي طرحه الإعلام العبري هو: لماذا لم تتدخل مصر؟
الإجابة على هذا السؤال ليست بسيطة، لأن:
- مصر لم تؤكد رسميًا مرور هذه الطائرات من أجوائها، ولا توجد بيانات رسمية من الجانب المصري حتى الآن.
- المنطقة الجنوبية من سيناء واسعة ومعقدة جغرافيًا، ما يجعل مراقبة الأجواء فيها تحديًا تقنيًا، خاصة إذا كانت الطائرات منخفضة الارتفاع وصغيرة الحجم.
- إسرائيل نفسها لم تُعلن عن أي احتجاج رسمي لدى مصر، ما يعكس أن الأمر قد يكون جزءًا من حملة إعلامية أكثر منه قضية أمنية عاجلة.
🇾🇪 نقطة الإطلاق
إطلاق من صنعاء أو صعدة باتجاه الشمال
🇪🇬 ممر سيناء
مرور عبر الأجواء المصرية دون اعتراض وفق الإعلام العبري
🇮🇱 الاعتراض
إسقاط المسيرات فوق منطقة نيتسانا جنوب إسرائيل
ما الهدف من الحملة الإعلامية؟
يرى مراقبون أن هذه الحملة تأتي في سياق ضغوط سياسية متصاعدة على مصر، خاصة في ملفين:
- رفض مصر القاطع لتهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء.
- تعنت مصر في فتح معبر رفح بشكل دائم أمام المدنيين أو تحت إشراف إسرائيلي مباشر.
كما أن التوقيت مهم جدًا، إذ تأتي هذه التقارير بعد أيام من تصاعد الهجمات اليمنية على إسرائيل، وفي ظل محاولات تل أبيب تحميل الدول العربية، وعلى رأسها مصر، مسؤولية حماية المجال الجوي الإقليمي، في محاولة لإخراج نفسها من مأزق الرد على اليمن.
هل مصر مستهدفة عسكرياً؟
حتى الآن، لا توجد مؤشرات على أن إسرائيل تنوي التصعيد العسكري ضد مصر، لكن اللغة الإعلامية التحريضية قد تُستخدم كذريعة مستقبلية لتبرير أعمال عسكرية أو ضغوط دبلوماسية، خاصة إذا ما تكررت مثل هذه الحوادث.
رسالة واضحة لمصر
الرسالة التي يريد الإعلام العبري إيصالها هي:
"إذا لم تتعاوني معنا أمنيًا وسياسيًا، فسنُخرجك إلى العلن ونُحرض ضدك إقليميًا ودوليًا."
لكن مصر، التي تدرك جيدًا أبعاد اللعبة، تُصر على عدم التعليق الرسمي، وهو ما يعكس استراتيجية عدم الانجرار إلى الإعلام المعادي، مع الحفاظ على خطوط حمراء في الأمن القومي.
خلاصة
الحملة الإعلامية الإسرائيلية ضد مصر حول "مرور المسيرات الحوثية" ليست مجرد تقرير عابر، بل جزء من حرب نفسية وسياسية تهدف إلى:
- تبرير الفشل الإسرائيلي في احتواء التهديد اليمني.
- الضغط على مصر لتليين مواقفها في ملف غزة.
- تحميل الدول العربية مسؤولية أمن إسرائيل.
لكن مصر، التي تُدرك أن الأمن القومي خط أحمر، تبدو حتى الآن غير مُبالية بالضجيج الإعلامي، مُمسكة بزمام المبادرة في معركة الوعي والسيادة.
المصادر:
-
تقرير صحيفة يسرائيل هايوم عبر RT Arabic: رابط التقرير
-
تقرير القناة السابعة الإسرائيلية حول تعزيزات الجيش المصري في سيناء: رابط التقرير
-
تحليل الإعلامي المصري محمد الديهي حول حالة السعار الإعلامي الإسرائيلي ضد مصر: رابط الفيديو
الوسوم
الإعلام العبري | التحريض ضد مصر | المسيرات الحوثية | أجواء سيناء | أزمة غزة

تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار