الدين الخارجي المصري إلى 202 مليار دولار في 2030... لكن العبء يتراجع إلى 34%
على الرغم من القفزة المتوقَّعة في رصيد الديون الخارجية لمصر 202 مليار دولار بحلول منتصف 2030، تُشير أحدث تقديرات صندوق النقد الدولي إلى انخفاض نسبتها إلى الناتج المحلي الإجمالي من 46% إلى 34%. يعكس ذلك المفارقة بين نمو الدين بالقيمة المطلقة وتراجع عبئه النسبي نتيجة توقعات بتحسُّن الأداء الاقتصادي وزيادة الناتج بالأسعار الجارية. في السطور التالية، نستعرض خلفيات هذه التقديرات، أسباب الارتفاع، وكيفية إدارة المخاطر، مع عرض بصري لملامح المسار المتوقع.
خلفية سريعة على الدين الخارجي الراهن
- تجاوز الدين الخارجي حاجز 152.9 مليار دولار في يونيو 2024، بعد انخفاضه تسعة% خلال النصف الأول من العام المالي.
- بلغ إجمالي المدفوعات لخدمة الدين 21.3 مليار دولار في النصف الأول من 2024/2025، مقابل 15.5 مليار للفترة المماثلة من العام السابق.
- يُرجَّح نمو رصيد الدين إلى 162.7 مليار دولار بحلول يونيو 2025 طبقاً لسيناريوهات الصندوق.
توقعات صندوق النقد حتى 2030
![]() |
تطور الدين الخارجي المصري والقيد كنسبة من الناتج (2025 مقابل 2030) |
الأرقام الرئيسية
| السنة المالية | رصيد الدين الخارجي (مليار دولار) | نسبة الدين إلى الناتج (%) |
|---|---|---|
| 2024/2025 | 162.7 | 46 |
| 2029/2030 | 202 | 34 |
- تحسُّن عائدات الاستثمار الأجنبي، ولا سيما مشروع رأس الحكمة البالغ 150 مليار دولار على مدى 20–30 عاماً.
- مرونة سعر الصرف بعد التعويم الكامل في مارس 2024، ما قلص فجوة السوق الموازية ورفع ثقة المستثمرين.
- برنامج إصلاح مالي يستهدف فائضاً أولياً 3.5% من الناتج في 2024/2025 مع حزمة إجراءات ضريبية وإحكام الإنفاق.
عوامل تدفع الدين للارتفاع
1. التزامات خدمة الدين
- يتوقع البنك المركزي سداد 22.46 مليار دولار خلال 2025، بزيادة 900 مليون عن تقديرات سابقة.
- نحو 56.7 مليار دولار مدفوعات متوسطة وطويلة الأجل واجبة السداد في 2024–2025.
2. تذبذب مصادر العملة الأجنبية
- تراجع إيرادات قناة السويس 60% مطلع 2024 بسبب اضطرابات البحر الأحمر.
- ضعف تدفقات تحويلات العاملين خلال العامين الماضيين قبل التعويم.
3. ارتفاع كلفة التمويل
- معدلات الفائدة المحلية من الأعلى عالمياً لدعم الجنيه، ما يزيد خدمة الدين الداخلي والخارجي معاً.
كيف تخفِّف مصر عبء الدين؟
تنويع أدوات التمويل
- إصدار صكوك سيادية خضراء وسندات «سوكوك» بقيمة 1–1.5 مليار دولار خلال النصف الثاني 2024/2025.
- صفقات «ديون مقابل أصول» على شاكلة رأس الحكمة تُدخِل استثمارات مباشرة وتخفض أرصدة الديون.
إدارة الدين النشط
- تقليص الاقتراض قصير الأجل والاعتماد على آجال أطول لتخفيف مخاطر إعادة التمويل.
- توجيه 50% من حصيلة صفقة رأس الحكمة إلى سداد الدين وخفض الاحتياجات التمويلية.
إصلاحات هيكلية
- تنفيذ «سياسة ملكية الدولة» لتقليص بصمتها الاقتصادية وزيادة حصة القطاع الخاص.
- إصلاح منظومة دعم الطاقة لبلوغ أسعار التكلفة بحلول ديسمبر 2025، ما يخفف الضغط المالي على الخزانة.
التحديات والمخاطر
| التحدي | التأثير المحتمل | درجة الخطورة |
|---|---|---|
| استمرار اضطرابات البحر الأحمر | انخفاض دخل قناة السويس > 7 مليار دولار سنوياً | مرتفعة |
| ارتفاع التضخم لفترة مطولة | تآكل الفوائض الأولية وزيادة كلفة الفائدة | مرتفعة |
| تباطؤ تنفيذ برنامج الخصخصة | فجوة تمويلية إضافية 1% من الناتج | متوسطة |
| انكشاف البنوك لقروض دولارية | مخاطر سعر صرف وضغط على الاحتياطيات | متوسطة |
خلاصة
الأرقام المطلقة للدين الخارجي المصري تواصل الصعود، لكن نسبته إلى الناتج مرشحة للتراجع إذا تحققت فرضيات النمو والتدفقات الاستثمارية. يبقى نجاح الحكومة في خفض المخاطر رهن التنفيذ الدقيق للإصلاحات، تحسين مناخ الأعمال، واستغلال الاستثمارات الضخمة مثل رأس الحكمة في تقليص الدين وتعزيز الاحتياطيات. من دون ذلك، قد تتحول المفارقة الإيجابية في النسب إلى عبء ثقيل يصعب كبحه.
أهم المصادر المباشرة
- صندوق النقد الدولي – تقرير المراجعة الثالثة لبرنامج تسهيل الصندوق الممتد (يونيو 2024).
- الشرق للأخبار – «صندوق النقد يتوقع تجاوز ديون مصر الخارجية 200 مليار دولار بحلول 2030».
- الأهرام ويكلي – «نحو إدارة أفضل للدين الخارجي» (24 يوليو 2025).
الوسوم
الدين الخارجي | الناتج المحلي | صندوق النقد | رأس الحكمة | خدمة الدين


تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار