هزيمة في غزة: جنرالات إسرائيليون يكشفون فشل الجيش أمام حماس واستنزاف "عربات جدعون"

4دقائق
استمع استمع للمقال
0:00
4:58
هزيمة في غزة: جنرالات إسرائيليون يكشفون فشل الجيش أمام حماس واستنزاف "عربات جدعون"

مقدمة: صدمة اعتراف من قلب المؤسسة العسكرية

في تصريحات هي الأكثر قسوة في تاريخ الصراع، اعترف جنرالات إسرائيليون كبار بهزيمة غير مسبوقة لجيش الاحتلال أمام مقاتلي حماس في غزة، وكشفوا أن عملية "عربات جدعون" تحولت إلى مستنقع دموي يدفع ثمنه الجنود الإسرائيليون يومياً. هذه التصريحات الصادرة عن قادة سابقين في المؤسسة العسكرية تمثل زلزالاً في الرواية الإسرائيلية التقليدية، وتكشف النقاب عن أزمة وجودية تواجه الجيش الذي طالما قدم نفسه كأقوى جيوش المنطقة.

تحول جذري: من التفوق العسكري إلى فخ الاستنزاف

1. اعتراف تاريخي بالهزيمة

صرح اللواء الإسرائيلي الاحتياطي إسحق بريك بأن "حركة حماس هزمت الجيش الإسرائيلي الذي يقدم نفسه على أنه الأقوى في الشرق الأوسط"، مؤكداً أن قوة الردع الإسرائيلية تعرضت لتآكل غير مسبوق. وأضاف أن ما يهم القادة حالياً هو "البقاء الشخصي والسياسي" وليس المصلحة الوطنية، في إشارة واضحة إلى انهيار البوصلة الأخلاقية والعسكرية.

2. أكاذيب القيادة المكشوفة

كشف بريك أن القادة السياسيين والعسكريين "كذبوا عندما قالوا إن إسرائيل ستدمر حماس خلال أيام وسيزول حكمها"، مشيراً إلى أن الواقع أثبت عكس هذه الادعاءات تماماً. وتوقع أن تصبح إسرائيل "مثاراً للسخرية أمام العالم" بسبب فشلها الذريع في تحقيق أهدافها المعلنة.

عملية "عربات جدعون": فخ دموي بثمن باهظ

1. خسائر يومية لا تنتهي

أكد بريك أن عملية "عربات جدعون" في غزة تسفر يومياً عن مقتل وإصابة عدد من الجنود الإسرائيليين، في إشارة إلى الخسائر المتواصلة التي لم تتمكن الآلة العسكرية من وقفها. وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي لا يزال يقاتل في مناطق حدودية فقط بغزة، بينما يكثف سلاح الجو غاراته لدفع المدنيين على الرحيل كتعويض عن العجز في المواجهة الأرضية.

2. جنود كـ"بط في ساحة الرماية"

وصف المحلل الإسرائيلي بن درور يميني الوضع الميداني بأن الجنود الإسرائيليين أصبحوا كـ"بط في ساحة الرماية"، موضحاً أن حماس تمتلك الأفضلية البنيوية في حرب العصابات حيث "هم يختبئون والجنود مكشوفون". وأشار إلى أن استمرار العمليات العسكرية لم يعد يحسن الوضع بل يضر به، حيث أن "الضرر السياسي أكبر بكثير من الفائدة العسكرية".

حرب العصابات: المعادلة التي حيرت الجيش النظامي

1. تحول تكتيكي غير قواعد اللعبة

كشف المحلل الإسرائيلي آفي يسسخاروف أن حماس "تعلمت التحول إلى حرب العصابات في كل شيء"، مشيراً إلى أنها تعمل في مناطق مدمرة حيث يقاتل الجيش الإسرائيلي بقوات أكبر لكنها أقل فعالية. وأوضح أنه حتى في المناطق التي لا يعمل فيها الجيش، مثل مخيمات اللاجئين وسط القطاع، تستعيد حماس قدراتها وتثبت قدرتها على الحكم رغم الدمار الهائل.

2. شبكة أنفاق لا تنتهي

نقل يسسخاروف عن القائد الميداني يانيف باروت اعترافاته الصادمة: "خلال شهرين كشفت قواتنا 7.5 كيلومترات فقط من الأنفاق، حيث يوجد مجمع أنفاق تحت كل حي". وأضاف أن العملية "مرهقة وخطيرة وأدت إلى خسائر فادحة"، حيث فقدت قواته 12 جندياً في منطقة محدودة فقط، وهو ما وصفه بـ"الثمن الباهظ" الذي تدفعه إسرائيل دون تحقيق نصر حاسم.

الأبعاد الاستراتيجية: تهاوي أسطورة الردع

1. تداعيات إقليمية خطيرة

حذر اللواء بريك من أن تآكل قوة الردع الإسرائيلية سيشجع خصومها على الحدود على الاستعداد لمواجهات مستقبلية، مشيراً إلى أن "المخطوفين يموتون داخل الأنفاق في غزة، وكثير من جنودنا سيُقتلون ويُصابون بسبب قادة فقدوا البوصلة". واتهم القيادة السياسية والعسكرية بأنها "تقود الشعب نحو الانتحار الجماعي".

2. استحالة القضاء على حماس

أكد المحللون الإسرائيليون أن حماس "لا تظهر أي علامة استسلام"، وأنها أعادت بناء قدراتها الحكومية والعسكرية في المناطق التي ينسحب منها الجيش. وأشاروا إلى المشكلة الكبرى لإسرائيل وهي أن "غياب حاكم بديل لحماس يعني أنها ستواصل إعادة تأهيل نفسها مراراً" حتى بعد أقسى الضربات العسكرية.

الخاتمة: رحلة إلى المجهول

الاعترافات الصادمة للجنرالات الإسرائيليين تمثل نقطة تحول تاريخية في الصراع، حيث تكشف النقاب عن حقيقة مريرة لإسرائيل: جيشها النظامي عاجز عن هزيمة قوات حرب العصابات، وعملية "عربات جدعون" تحولت إلى آلة لاستنزاف القوة البشرية دون تحقيق أهداف استراتيجية. في الجهة المقابلة، تثبت حماس قدرة لافتة على التكيف وإعادة التنظيم رغم الدمار الهائل، مستفيدة من الشرعية الشعبية وغياب البديل السياسي.


المصادر المباشرة:

  1. جنرال إسرائيلي يحذر: حماس هزمتنا والجيش ينهار من الداخل | الجزيرة نت
  2. لواء احتياط إسرائيلي: الجيش منهك ومتخبط وحماس هزمته في غزة | دنيا الوطن
  3. محلل إسرائيلي: حماس لا تظهر أي علامة استسلام بقطاع غزة | الأناضول

للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا 

الوسوم

حماس | الجيش الإسرائيلي | عربات جدعون | غزة 2025 | إسحق بريك

النشرة البريدية

تعليقات

الموضوعات الأكثر قراءة في" علىّْ الدين الإخباري"

مفاجأة صادمة: سعر طن الحديد في مصر أعلى من قيمته العادلة بـ16 ألف جنيه

أكبر صندوق سيادي في العالم يسحب 1.95 مليار دولار من إسرائيل اعتراضا على الإبادة الجماعية فى غزة

الجنيه المصري يواصل صعوده: انتعاش اقتصادي مدفوع بتحسن التدفقات النقدية