كارثة بحرية: احتراق سفينة تحمل 800 سيارة كهربائية يهدد بكارثة بيئية قبالة ألاسكا
مدة القراءة: 3 دقائق

في مشهد مأساوي جنوب غرب ألاسكا، اندلع حريق هائل على متن سفينة الشحن "مورنينج ميداس" يوم 3 يونيو 2025، ما أجبر طاقمها المكون من 22 فرداً على الإخلاء الفوري. كانت السفينة البالغ طولها 183 متراً تحمل 3000 مركبة، بينها 800 سيارة كهربائية، أثناء توجهها من ميناء يانتاي الصيني (26 مايو) إلى ميناء لازارو كارديناس بالمكسيك. تصاعد الدخان أولاً من سطح السفينة العلوي المحمل بالسيارات الكهربائية، وبالرغم من محاولات الطاقم استخدام أنظمة الإطفاء الداخلية، خرج الحريق عن السيطرة تماماً.
جهود الإنقاذ
تمكن الطاقم من الهروب عبر قارب نجاة، ثم انتقلوا إلى السفينة التجارية القريبة "كوسكو هيلاس" بتنسيق مع خفر السواحل الأمريكي. تقع السفينة المحترقة حالياً على بعد 483 كم جنوب غرب جزيرة أداك، حيث تواصل فرق الإنقاذ محاولات السيطرة على الحريق باستخدام طائرة وسفن إنقاذ متخصصة. لم يُبلغ عن إصابات بشرية، لكن مصير السيارات ومخاطر التلوث البيئي لا يزالان مجهولين.
تحديات إخماد حرائق السيارات الكهربائية
حرائق البطاريات الكهربائية تُعد كابوساً للفرق الإنقاذ:
- تفاعل متسلسل: اشتعال بطارية واحدة قد يُسبب تفاعلاً متسلسلاً بين السيارات المجاورة بسبب الحرارة الشديدة.
- صعوبة الإخماد: يتطلب إطفاءها غازات مثل ثاني أكسيد الكربون أو النيتروجين لعزل الأكسجين، وليس الماء فقط.
- إعادة الاشتعال: قد تشتعل النيران مجدداً بمجرد تعرض المنطقة للأكسجين، حتى بعد السيطرة الظاهرية.
حوادث سابقة تُنذر بالخطر
هذه ليست الحادثة الأولى من نوعها:
- في 2022، غرقت سفينة "فيليستي إيس" في المحيط الأطلسي بعد أسبوعين من اشتعال النيران بها، وكانت تحمل 4000 سيارة، بينها سيارات فاخرة من بورش وبنتلي. تكلفة الخسائر بلغت 155 مليون دولار، واضطرت لامبورجيني لإعادة إنتاج سيارات أفنتادور لتعويض العملاء.
- في 2023، حريق سفينة قبالة هولندا أسفر عن مقتل شخص وإصابة آخرين، ودفع الاتحاد الأوروبي لمراجعة بروتوكولات الطوارئ.
لماذا تزداد هذه الحرائق؟
تقارير التأمين تُحذر من تصاعد المخاطر:
- تقرير أليانز 2025 يتوقع تسجيل أعلى معدل حرائق سفن منذ عقد، خاصةً مع زيادة شحن السيارات الكهربائية.
- حجم السفن وتعقيد عمليات الإطفاء يجعل السيطرة على الحرائق صعبة، حيث تحتاج إلى فرق متخصصة وموارد هائلة.
- بعض شركات الشحن مثل النرويجية "هافيلا كايسترتن" ترفض الآن نقل السيارات الكهربائية بسبب المخاطر العالية.
تداعيات على صناعة الشحن
تثير الكارثة أسئلة حرجة:
- كفاءة أنظمة الإطفاء: هل تتوافق مع مخاطر البطاريات الحديثة؟ حادثة بلجيكا في أبريل 2025 (على سفينة "دلفين") أظهرت فعالية النيتروجين وثاني أكسيد الكربون، لكنها كشفت أيضاً عن تشوّه هيكل السفينة بسبب حرارة البطاريات.
- تكلفة التأمين: شركات مثل "ستيمشيب ميوتشوال" لم تُعلق بعد، لكن يُتوقع ارتفاع أقساط تأمين سفن نقل السيارات الكهربائية.
- حلول مستقبلية: هل من الممكن تطوير بطاريات أقل قابلية للاشتعال؟ أو تصميم سفن بمخازن معزولة للسيارات الكهربائية؟
خاتمة: تحذير في بحار متغيرة
هذه الكارثة ليست مجرد حادثة معزولة، بل جرس إنذار للصناعة البحرية العالمية. مع تحول السوق نحو السيارات الكهربائية (من المتوقع أن تمثل 30% من المبيعات العالمية بحلول 2030)، يجب تطوير بروتوكولات أمان خاصة، واستثمار تقنيات إطفاء متقدمة، وإعادة هندسة سفن الشحن لاحتواء هذا النوع من الحرائق قبل أن تتحول المحيطات إلى ساحات للكوارث المتكررة.
المصادر:
- كارثة بحرية.. حريق يلتهم سفينة تحمل 800 سيارة كهربائية قبالة ألاسكا! (RT Arabic)
- حريق قبالة سواحل ألاسكا.. اشتعال النيران على متن سفينة شحن (يورو نيوز)
- تضرر 100 سيارة كهربائية إثر اندلاع حريق على متن سفينة شحن (Attaqa)
للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا
الوسوم
حرائق السفن الكهربائية | بطاريات الليثيوم أيون | شحن السيارات الكهربائية بحرًا | كوارث النقل البحري | السلامة البحرية
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار